نعم .. لقيادة المرأة السعودية للسيارة !!
( لا تزال المرأة السعـودية الوحيدة في العالم تعاني من حرمان حقها لقيادة السيارة !!! )
هـكذا قال !! وهكـذا قالت !! وهـكذا يــقولون !!
وإن المتـتـبع لأكثر هؤلاء المنادين من الرجال ليرى العجب العجـاب .
تراه قد خالف شرع الله من أعلى رأســه إلى أخمص قدميـه ، فلم يسر على طريق الله المستقيم ؛ فضلاً عن معرفة القواعد الفقهية في ما يطرحه من قضية . بل لو يناقش في أسهل
المسائل لرأيته يتخبط بالقول كالذي يتخبطه الشيطان من المس . فهل بعد ذلك تكن له الأهلية في المناداة بقيادة المرأة السعودية للسيـارة ؟! والأدهى من ذلك والأَمَرُّ تجده بعلمه القاصر يعرض فتواه بطولها وعرضها ولا يبالي . ولا يعلم ذلك المسكين أنه يوقع عن رب العالمين. ويزعم أنه بالنساء رحيم، حريص ؛ وما هو إلا ماكر، لئيم ، يسعى لتغريب المرأة السعودية بشتى الوسائل . ما إن ينتهي من النقاش بشأن قضية نزع الحجاب بطرقه المدسوسة ، إلا وينقلب خاسئًا وهو حسير ؛ فتمنيه نفسه بطرق أبعد عن كشف قلبه المريض ؛ لتعينه على اصطياد فريسته. فينعق قائلا :
حرِّرُوا المرأة السعودية . إلى متى وهي لا تزال مقيدة ..
ألا فليتـق الله أصحاب المآرب الخبيثة. وهل المرأة السعودية مكبـَّلة بالسلاسل والحديد لتـَفـُك أسرها؟! بل نحن الأحرار بعبادة الرحمن .وأصحاب القلوب المريضة ؛ هم المحتاجين لفك قيدهم من رق هوى الشيطان. فأين أنتم أيها المنادون بقيادة المرأة للسيارة عن الأرامل اللاتي أعياهن الفقر ، واليتيمات اللاتي يتمنين من يمسح على رؤوسهن بيدٍ حـانية ، والزوجات المظلومات من تسلط الأزواج ، والمطلقات اللاتي يبحثن عن مُصلح يردهن لبعولتهن ، والعوانس اللاتي مُلئت البيوت بهن ، والموظفات اللاتي تغربن عن أهلهن . وغيرهن الكثير. أم أنها حلت جميع قضايا المرأة السعودية
؛ فلم يبق إلا أن يسعى بخيله ورَجـلِه لكي تـقود تلك المرأة الضعيفة ؟!
• أمَّـا أنتِ أيتها المرأة المخدوعة : اعلمي أنك عبءٌ ثقيل على عاتـقه .فيتمنى أن يحرمك من خدمة زوجك، وأبنائك لكِ .فلا يغرنَّـكِ هدوء طرحه، ورقة حرفه ؛ فما ذاك إلا ليَجُرَّك من عاطفتـك الجياشة إلى ما لا تحمد عقباه. وصدقيني إن أول النادمين على هذا القرار أنت.
هل تعلمين أن الإسلام أكرمك ، وأعلى منزلتك ، واهتم بكل الوسائل التي تحفظك ؛ فإن كنت تريدين حقـًا أن تعرفي خطر هذه القضية عليك أولاً قبل غيرك ؛ فاسألي أطبـاء القلوب <مشايخنا حفظهم الله >. وسوف أنقل لكِ فتوى واحدة إن كنت فعلا تريدين الحق وهذا أملي بك . يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى : ]فقد كثر حديث الناس في صحيفة " الجزيرة " عن قيادة المرأة للسيارة ، ومعلوم أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها ، منها الخلوة المحرمة بالمرأة ، ومنها السفور ، ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر ، ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور . والشرع المطهر مَنَع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة . وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي، ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت ، والحجاب ، وتجَنُّب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ....) الأحزاب/33 الآية ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ..) الأحزاب/59 ، وقال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ....) النور/31 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " ، فالشرع المطهر منع جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات ؛ صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة .
وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك وهذا لا يخفى. ولكن الجهل بالأحكام الشرعية ،وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات - مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب - ومحبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من الأخطار ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ...) الأعراف/33 ، وقال سبحانه : ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/168 ، وقال صلى الله عليه وسلم :
" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ، قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه.
وإنني أدعو كل مسلم أن يتقي الله في قوله ، وفي عمله .وأن يحذر الفتن والداعين إليها وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا ،أو يفضي إلى ذلك .وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف.
وقانا الله شر الفتن وأهلها ،وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ووفق كُتَّاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 351 – 353 ) [ .
فهؤلاء هم أصحاب الفكر النير؛ الذين ينظرون للقضية من جميع أطرافها ؛ وليست نظرة دونية قاصرة. بل وسَعوا للحفاظ على بدنك بمعرفة كل ما قد يضرها، فجعلوا فتاواهم منوطة بها . فهل بعد ذلك تبحثين عن أصحاب المشورة ، والفتيا ، من غير أهل العلم والتقى ؟!
واسمعي أثر ذلك على صحتك : (أكدت دراسة بريطانية على مجموعة من النساء السائقات،أثر القيادة عليهن حيث توصلت إلى "أن 58% منهن يتوفين قبل الأربعين، و 60% منهن يصبن بأمراض نفسية، وقالت الدراسة: إن قيادة المرأة للسيارة لا تليق ولا تتناسب معها" .)
وإن كانت صحتك لا تهمك ؛ فاعلمي أن ديننا الحنيف أكثر اهتمامـًا بكِ .
إذ جعل حفظ النفس من الضروريات الخمس.
وأنت بنفسك لو تأملت قليلا بعقلك لعرفتِ أنك مستهدفة، وتحاك عليك المؤامرت ، ولكن للأسف
غالب أسلحتهم من دعم كتاباتك ،وصرخاتك ؛ التي تستنجدين بها بمن زعموا إنقاذك .
أخيتي ،وحبيبتي ، دعي عنكِ ما لا يعنيكِ وتذكري قول الله تعالى:
( ..وليس الذكر كالأنثى.. ) سورة آل عمرآن :36.
• وأوجه نــداء لكل من أسهم في رذيلة هذه القضية ...
وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه
• وأخيـرًا .. فإننا نناشد علماءنا ،وولاة أمورنا ، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ؛ بأن يضعوا حـكمـًا جازمًا يخرس ألسنة
المتكلمين ، ويشل أيدي الكاتبين.
فاللهم أرنا الحق حقـًا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ،
ووفـِّـق ولاة أمورنا لما تحبه وترضـاه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول