من خلال متابعتي لاحظت إن هناك أشبه بالمعركة الشرسة والقتال العنيف بين مؤيدي السياقة ومعارضوها لاحظت إن تطرف في النظرة للمرأة في هذه القضية وخلق صورة نمطية سيئة من بعض الأطراف عن المرأة في السعودية
وفي المقابل يحاول البعض ربط هذه القضية بمصير المرأة .
وكأن السياقة كارثة سوف تحل على السعودية لو حدثت وإن السياقة سوف تكون أكبر باب تدخل منه المرأة للرذيلة والفساد وتصبح سهلة المنال ومسموح للجميع اللمس وكأنها غنيمة حرب يحق للجميع الحصول عليها لو وجدها في الشارع .
وكأن المرأة إذا ساقت السيارة سوف يركب بجانبها الشيطان
ولسان حالهم لاتقود المرأة السيارة إلا والشيطان راكب معها
بينما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لايخلو رجل بامرأة إلا الشيطان ثالثهم وكأن هذا الحديث الشريف يتحدث عن السائق ؟؟!!
ولسان حالهم : المرأة السائقة ضالة الشباب آن وجدها هو أحق بها
وإن هذا المشروع سوف يعطلنا عن التفرغ للبحث عن حقوق الأرامل والمطلقات والظلم وسلب حقوق المرأة وتهميشها .....الخ
وتجدها يدافع عنها بكل قوة بينما يمتلئ جيبه بأرقام الخطابات للبحث عن زواج المسيار ؟؟
وفي المقابل على الجانب الآخر
يقاتلون في حق المرأة في السياقة كأن السياقة حلم تنموي لو تم إقراره وسوف ينقل السعودية لمصاف الدول المتقدمة وتحصل المرأة كل حقوقها وكرامتها وحريتها وإنسانيتها
وسوف يكون باب السيارة أهم باب يجب أن تفتحه لكي تتفتح لها كل الأبواب والفرص والحقوق والحريات والكرامة ....
وإن المرأة السعودية سوف تصبح أهم امرأة على وجه الأرض ويشار لها بالبنان وتغزو الفضاء وتقدم الاختراعات
وإن البلد لن يتطور ويلحق بركب الحضارة إلا بسياقة المرأة للسيارة
وإن قلبنا على المرأة ودموعنا تنمهر حزنا على حال المرأة السعودية بسبب عدم سياقة للسيارة .
ولسان حالهم : نموت نموت وتسوق المرأة السيارة
ولو طلبت من أحدهم أن يتحدث عن ماحدث لبعض النساء وزجهم في السجن لمجرد لحضورهم أمام أحد الدوائر الحكومية لسقط مغشيا عليه من الخوف والرعب أو ساق تبيرارت واهية وهشة .
وهذا الصراع أغلبه ذكوري مع تهميش دور المرأة ورأيهم في القضية كما يبدو لي
بالنسبة أتصور إن الصراع هو صراع تيارات وسياقة المرأة هو وسيلة من وسائل هذا الصراع الكل يستخدمها لتسجيل نقطة لصالحها
كما حدث في الانتخابات فكانت المجالس والمقاعد صراع تيار وليس صراع لأجل خدمة المواطن
وهي بالتأكيد نقطة مهمة سوف ترفع من رصيد أي تيار يحصل عليها
وهي خطوة متقدمة للأمام سوف تدفع بأحد التيارين لمسافة بعيدة جدا
وتحقيق هذا المشروع أو فشله يعتبر كسب للمعركة لكن ليس نهاية للحرب .
لكن لايلغي هذا الكلام وجود أناس بالفعل لديهم رؤية تخص المرأة نفسها وتضع مصلحة المرأة فوق أي اعتبار أو صراع سواء كانوا مؤيدين للمرأة في سياقتها للسيارة أو معارضين لذلك.
وإنهم بالفعل يتبنون القضية لأجل مصلحة المرأة لكن اعتقد إن هؤلاء صوتهم ضعيف وقليل
وفي النهاية اعتقد إن مايحدث هو أشبه بالمسرحية سواء كانت مصطنع أو مسيسة أو طبيعية وإن كل أطراف الصراع كلهم ممثلون لهذه المسرحية
والمخرج يقف خلف الكواليس وهو من يكتب بقلمه ويستطيع أن يضع خاتمة لهذا السيناريو حسب رؤيته وحساباته ومزاجه أيضا ويتوج الفائز بهذا الصراع