عندما نتحدث عن الصحة ممثلة ً في المستشفيات العامة أو الأهلية تحديدا فكأننا نتذكر فيلم "حاصد الأرواح "
وبطله السفاح الذي يحمل منجله المشئوم مع اختلافي مع الفيلم جملة ً وتفصيلا وعندما نذكر في المجالس الصحة
والمستشفيات عموما فلن يدور حديث الجالسين إلا عن الأخطاء الفادحة التي يتسبب بها أطباء فتعقب العاهات
وتزهق الأرواح بسبب تشخيص خاطئ أدى إلى استخدام دواء ٍ في غير موضعه فكانت النتيجة جلطة أو غيبوبة
خلفت ورائها قبر أحدهم قد يظن القارئ أنني أتجنى ولكنني بعيد ٌ كل البعد عن ذلك ، كنت أتمنى
أن أرى وزارة الصحة تعلن تدابيرها ضد مجازر " الهولوكست " التي تطالعنا بها الصحف بين فينة وأخرى ،
ماذا سيكون حالك ياوزير الصحة لو اغتال خطأ طبي حياة من تكن لهم الحب فضلا عن أهلك وذويك
( ليست دعاءً مني عليك بالموت ) إنما رسالة تذكير فالوضع خطير والحرب العالمية الثالثة أعلنتها وزارتكم
المصونة بإطباق شفتيها المحكم على هذه الأخطاء وتجهيلنا المتعمد بطرائق تعاملكم معها .
وكما يقول الشاعر تعددت الأسباب والموت واحد ومن لم يمت بالسيف مات بخطأ طبي!
وأنا أعجب عندما نقول خطأ طبي أتوقع أن المسمى الصحيح هو "قتل الخطأ " وربما كان أحيانا
إلى العمد أقرب فلا أقل من أن يحال صاحبه إلى الشرع ليكون للقانون والتشريع صفة التحقيق
وبحث الخطأ كما هو معمول ٌ به في الدول التي تسمح بوجود هذا النوع من القضايا وحول محاكمات
أطباء حوسبوا على تقصيرهم وربما لا يستحقون بإهمالهم مزاولة المهنة بعد ذلك .
لاشك أن صورا جديدة ً للإرهاب الجسدي وليس الفكري أصبحت تملأ أروقة مستشفياتنا
وما أن يصاب أحدهم بحمى أو مرض عارض إلا ويسأل الله أن يموت على فراشه
فضلا من أن يراجع طبيبا قد يجرعه سما في عباءة دواء .
أكتب هذا المقال وخطأ طبي اغتال براءة شابة ٍ بجنينها وهي تحمله في شهرها الثامن لتنام نومة الختام بخطأ
في وصف الدواء للأنيميا ويتسبب لها بالتهاب رئوي والدخول في غيبوبة وتضخم في الكبد والموت البطيء
إلى آخر الأنفاس وأسلمت روحها إلى بارئها هذا صباح الأمس وذنبها برقبتك يا وزير الصحة
هي وغيرها من الكثيرين الذين لا نعلمهم ولو فقدت أحدا بنفس هذه الطريقة لعرفت عظم الخطر الذي تتهاونون به ،
وكم هي المأساة أن يستمر هذا المسلسل دون اتخاذ إجراءات تشعر أهالي الضحايا بأنهم بشر فقط لا أكثر .
لست أبحث عن تشهير بأحد ولكن الخلل الواضح وتبيينه مهمة ٌ وطنية ملقاة على عاتق كل مواطن
ولا تحتاج منا إلى أخذ إذن أحدهم في بلد ٍ ينعم بنعمة اهتمام ولاة الأمر بالمواطن وهم حريصون
على دفع كل يسبب لهم الأذى .
يامعالي الوزير نحن لانفتقد إلى المال ولا الإمكانات نحن نفتقد إلى آلية واضحة
وخطوات مهمة لإدارة الخدمات الطبية لدينا بكفاءة
المعادلة ليست صعبة والأهم هو ذاك المواطن الذي يتلقى العلاج وكيف يتلقاه وجوانب التقصير واضحة
ببساطة لا تحتاج منا أن نرى أو نشاهد فالمقابر خير شاهد وكفى بالموت واعظا
وأخشى أن يأتي يوم ٌ نقرأ فيه مانشيتا فيه " مات وزير الصحة بخطأ طبي "