في هذه السطور حوار مع أحد منفذي حكم القصاص تابعوا كي تعلموا الجانب الخفي لذلك الرجل
أصغر منفذ قصاص: لا نلعق الدم من السيف ولا نعرف الصرع كما يشاع
فهد العبدالله يحمل سيف القصاص
تعلمت المهنة من جدي
أحاول التركيز قبل لحظات من تنفيذ القصاص
يتوقع البعض أن من يقوم بتنفيذ أحكام القصاص شخص مختلف كلياً بل إن الكثيرين روجوا لإشاعات بأنه يقوم بعمل تصرفات غريبة بعد تنفيذ القصاص كالهيجان ولعق الدم .. في هذا الحوار سوف نطرح اسئلة كثيرة تدور في اذهان الكثيرين على فهد العبدالله المسئول عن تنفيذ أحكام القصاص في المنطقة الشرقية ويعتبر الأصغر سناً بين المنفذين في باقي مناطق المملكة كونه من مواليد عام 1401 هـ.
* بداية نود أن تحدثنا عن مهنة القصاص وكيف فكرت أن تمتهنها ؟
ـ انا ارى أن هذه المهنة طبيعية جداً كغيرها من المهن وكان جدي رحمه الله يعمل في هذه المهنة منذ سنوات وخالي أيضاً لذلك كان الوضع طبيعياً بالنسبة لي كوني كنت أرافق جدي عندما كنت صغيراً لساحات القصاص وتعودت على هذا الجو .
* كم سنة أمضيت في هذه المهنة؟
ـ أنا حديث عهد بهذه المهنة فلم يمض على تعييني فيها إلا أربع سنوات فقط .
* ما أهم المشكلات التي واجهتك في البداية؟
ـ عندما قررت أن أتجه لهذه المهنة كانت هناك معارضة من قبل بعض الاصدقاء والأقارب إلا أنها لم تثنني عن مواصلة طموحي في أن أكون أحد المنفذين لأحكام القصاص وبالفعل تقدمت وقبلت وتدربت لمدة عام على يد خالي وحضرت معه أكثر من تنفيذ حتى تأقلمت على هذا العمل .
* ما شعورك قبل أن تقوم بتنفيذ الحكم؟
ـ أولاً إذا كان هناك مجال للإصلاح فأقوم بمحاولة إقناع أهل الدم بالتنازل وعتق رقبة من سيتم التنفيذ فيه هذا بالدرجة الأولى ولكني أحرص أيضاً على أن يكون التنفيذ صحيحاً إلا أنني ايضاً أحاول التركيز قبل التنفيذ في حالة أن يتم العفو عن من سينفذ فيه الحكم عندها يجب أن أتوقف عن التنفيذ وهذا يحدث في جزء من الثانية لذلك يجب أن أكون واعياً في حالة تم التنازل قبل التنفيذ وهذا يحدث أحياناً.
* هل حصل أن ترددت قبل أن تنفذ أحد الأحكام لأي سبب ؟
ـ أبداً فأنا أقوم بتنفيذ حد من حدود الله ولا يمكن أن أتردد في التنفيذ كوني أنفذ حكماً شرعياً لم يصدر إلا بعد التأكد من صحته لذلك أنا أكون مطمئناً وقت التنفيذ ولم يحصل أن ترددت يوماً وأنا أنفذ حداً من حدود الله .
* كيف يكون شعورك بعد تنفيذ الحكم مباشرة وهل صحيح ما يتداوله العامة بأنه تنتابكم نوبات من الهياج والصرع ؟
ـ دائماً ما نسمع مثل هذه القصص الخيالية من البعض لكن والحمد لله هذه القصص لا تتعدى كونها إشاعات يروجها البعض في المجالس وليس لها أساس من الصحة فمن ينفذ القصاص رجل طبيعي كغيره وهذه المهنة طبيعية كأي مهنة أخرى ومن غير المعقول أن تسند مهمة تنفيذ حكم القصاص لشخص مريض أو يصاب بنوبات من الصرع .
* ما المواصفات التي يجب أن تتوافر فيمن يعمل في هذه المهنة ؟
ـ في المرتبة الاولى يجب أن يكون يستطيع التحكم في أعصابه ويكون هادئاً ولا يتأثر بالجو الذي سيكون فيه بالإضافة لضرورة إجادته للتنفيذ فهذه المهنة لا تحتمل الخطأ ويجب أن يكون دقيقاً في كل شيء .
* يقول البعض إن القصاص يقوم بلعق الدم من السيف بعد تنفيذ الحكم .. فهل هذا صحيح ؟
ـ أعوذ بالله وهذا من غير المعقول فلعق الدم من المحرمات ومن غير المعقول أن يصدق الناس مثل هذه الأقاويل ولا أعتقد أن هناك من يفكر بهذه الطريقة وهانحن نتعامل مع من حولنا بشكل طبيعي ولم أسمع يوماً من احد ممن يعيشون بالقرب مني أنه لاحظ علي تصرفاً غريباً يدل على أن من يعمل بهذه المهنة شخص غير طبيعي .
* كيف يتم اختيار السيف الذي يستخدم في التنفيذ وهل هناك نوعية معينة؟
ـ لا ليس هناك نوع بعينه لكن يشترط بأن يكون حديد السيف من النوع الممتاز كما يجب أن يحفظ في مكان مناسب حتى لا تؤثر عليه الرطوبة وتقلبات الجو .. أما السيف الذي معي حالياً فقد ورثته عن جدي وهو من السيوف الممتازة ومضى على صناعته اكثر من خمسين عاماً ومن المعروف أن السيف كل ما قدم أصبح أفضل خصوصاً إذا كان من النوع الجيد وتمت المحافظة عليه .
* كم القيمة التقريبية لسيف التنفيذ؟
ـ لا أعلم كم قيمته بالضبط لكن أعتقد أنها تتجاوز 40 الف ريال حسب جودة السيف ونوعية الحديد التي صنع منها ومن المعروف أن هذه النوعيات تكون غالية بعض الشيء وقد تتجاوز اسعارها الـ 50 الفاً في بعض الأحيان .
* لو سئلت عن مهنتك فهل تعترف بمهنتك الحقيقية؟
ـ لا فمن غير المعقول إذا سألني شخص لا أعرفه أن أعترف له بأني منفذ قصاص لمجرد جهلي من يكون وليس لأن هذه المهنة مهنة سيئة أو غير مشرفة .
* لماذا اخترت هذه المهنة ؟
ـ أنا في بداية حياتي العملية لم أكن أعمل في هذه المهنة لكن بعد فترة عرضت علي هذه الوظيفة «منفذ قصاص» وهي وظيفة ذات مميزات جيدة مقارنة بالوظيفة التي كنت أعمل بها فقبلت فوراً كونها ستنقلني لمستوى أفضل من الذي أنا فيه بالإضافة لأني جدي وخالي كانا يعملان في نفس المهنة وكان من السهل أن أتأقلم مع مثل هذه الوظيفة لأني منذ طفولتي وأنا أرى جدي وخالي يعملان في هذه المهنة ويعيشان حياة طبيعية والحمد لله فأنا راض عن نفسي وعلى قناعة بأني أؤجر على ما أقوم به من تنفيذ لحدود الله .