][ الموضوع ][
الوقت : الثالثة فجراً
المكان : تحت بيتي
اتصالات متكررة أزعجتني وأيقظتني من نومي وأنا في قمة الارهاق والتعب وفوق هذا كله أصوات بوري سيارة في الخارج , كل هذه الاشياء جعلتني اشعر ان في الامر شيء ما ؟؟؟
رفعت أجفاني عن عيوني بصعوبة لانظر إلى الجوال لاعرف من المتصل ..
نظرت فإذا بي أرى :
أبو لمبة يتصل بك
وأنا أنظر إلى شاشة الجوال وإلى هذا الاسم عصفت بي كمية غبار هائلة , وكأني مصر وقد هبت عليها رياح الخميسين المحملة بالاتربة من صحراء الكبرى << تشبيه بيليغ يستحق أن يجتمع جميع أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية ليدرسوه
لا غرابة من هذا الغبار و لا غرابة عندما أصرخ قائلاً :
من أي الكتب الاسطورية خرج هذا الرجل ؟؟!!
لقد كان أخر عهدي بصديقي أبو لمبة ثاني يوم في السنة التحضيرية وبعدها لم أره ولم أعلم ما حدث له ..
رديت على الجوال : هلا
أبو لمبة : يا أخي بدري
أنا : إيه بدري الحين الساعة 3
أبو لمبة : يرحم أمك يا غالي الأثمان أبيك في موضوع
نظرت إلى الساعة و أنا أحك رأسي وقلت : الحين ؟؟
أبو لمبة : ايه الحين ترى الموضوع لا يحتمل التأجيل أو التأخير وضياع ثانية وحدة قد تعصف بمستقبل سكان الكرة الارضية
من يستمع إلى كلام أبو لمبة وأسلوبه يعتقد انه قد صنع خمس قنابل ذرية وتورط فيها وبتنفجر بعد ثواني , أو انه اكتششف ان المريخين هم حقيقيون وأنهم سيهاجمون الارض , لذا كنت مكرها أن أرتدي ثوبي وأنزل مسرعاً ...
فتحت باب السيارة ودخلت وإذ بي أرى كومة من علب المناديل في سيارة أبو لمبة , قلت في نفسي : ممكن يا ولد هو يعبي من المحطات كثير ...
ولكن هذا الاعتقاد ايقنت بخطأه عندما رأيت أبو لمبة يمسح بهذه المناديل الانهار الجارية من الدموع من عينه ...
لقد كان يبكي بكاء شديد تقطعت منه نياط قلبي وعصفت بي رياح الحزن << ترى تعبت وانا واعصر مخي لاختار الوصف المناسب
سألته : سلامات وش فيك يابو لمبة ؟؟
لكن أبو لمبة لم يجب بل أخرج بكت دخان من جيبه و أخرج منه سيجارة أنهاها من شفطة واحدة وأخرج دخانها مما جعلني أشعر باختناق شديد كنت على أثره سأفقد الحياة ..
أخرجت رأسي من السيارة وأنا أقول : أبو لمبة بغيت تذبحني , وش ذا الله يقطع ابليسك
وبدل أن يجاوب أبو لمبة عاد للبكاء مرة أخرى , واضطررت أن أحاول أن تهدئته ومعرفة أين وجهتنا وما هو الموضوع ؟؟
سألته : أبو لمبة وش فيه
أبو لمبة : خلنا نوصل البيت ونشرب الشاهي وأفهمك الموضوع كله ...
][ في بيت أبو لمبة ][
وصلنا بيت أبو لمبة ونزلنا من السيارة وبكل هدوء فتح أبو لمبة الباب الخارجي ودخلنا الفناء الخارجي لمنزل أبو لمبة ..
حينها همس أبو لمبة لي بكل هدوء : أنتبه وأنت تمشي من خطوط الليزر التي لا ترى بالعين المجردة ..
وقفت مفهي لقليلاً من الوقت فكلام أبو لمبة رسم في رأسي الاف الاستفهامات , وفوق هذا كله لقد كان أبو لمبة يمشي على رؤوس أصابعه ..
مشيت وأنا أحاول أن أخذ حذري , ولكن يبدو اني بالفعل قد لمست احد خطوط الليزر أو ان المكان مراقب ,
لا أدري ماذا حدث بالضبط ولكن فجأة ومن دون سابق انذار فتحت جميع نوافذ البيت واتجهت منها قذائف من جميع الاحذية (وأنتم بكرامة) وقذائف من القدور والصحون حتى علب المكياج وجميع ما يمكن قذفه
لم ادري ما أفعل , كل ما فعلته اني رميت بنفسي أرضا محاولة اجتناب هذه القذائف وحاولت ان استخدم جميع قوانين المقذوفات لتجنب هذا القصف ولكن هيهات فالقصف من جميع الجهات ولا مفر ...
وفجأة وأثناء هذا القصف فتح باب البيت , حينها أيقنت أن وفاتي قد حانت وبدأت بالتشهد ...
لكن المفأجأة أن من خرج كان طفلاً صغيراً يبدو أنه تعلم المشي لتوه وظهر له سن صغير في فمه اقترب مني
حاولت أن أصرخ قائلا له : امش يا ورع ولكن القصف اشتد ..
اما هو فقد رماني برضاعته وعاد هاربا إلى المنزل وهو يضحك ..
حينها قررت الوقوف والهرب من حيث دخلت لاني لا اعرف إلا ذلك الباب الذي دخلت منه اما صديقي ابو لمبة فقد هرب لانه يعرف مداخل البيت ومخارجه ..
وقفت و هربت وعندما اقتربت من الباب تفاجأت ان السواق غرفته بجوار الباب وقد منها حاملاً مكنسة , وضربني بها ضربة مؤلمة جعلتني سريعاً لدرجة لو اني سابقت اسرع رجل في العالم لسبقته من الالم ...
الحمد لله خرجت من البيت وأنا اسمع لوالد أبو لمبة يكيل إلي الشتائم ويصرخ وهو يقول :
ما ضيع ولدي إلا أنتم يالداشرين اللي تسهرون إلى الفجر ...
ركبت سيارة أبو لمبة الذي وجدته في الخارج ينتظرني للهرب وأنا ائن من الالم , ثم التفت إليه وأنا أقول : يالهيس الاربد أنا لي سنة ما قابلتك , لا يكون قايل لابوك انت تسهر معي كل ليلة وأنت كذاب ..
أبو لمبة : لا لا لا لا , هو زعلان اصلا ...
أنا : طيب وش سبب زعله , وبعدين اش الزعل ذا اللي كان بيسكني في القبر بدل ما اتسكن في التخصص اللي ابيه
أبو لمبة : ترى الموضوع طووووويل
أنا : خلاص تعال بيتي وفاهمني
][ في بيت غالي الأثمان ][
جلس أبو لمبة وهو مطرق رأسه وأنا أنظر إليه , سألته : هاه وش الموضوع ؟؟
بعد السؤال تنهد أبو لمبة تنهيدة أشبه ما تكون بتنهيدة قيس لما راح يخطب ليلى وأبوها قله :أقلب وجهك ..
أبو لمبة : يا غالي أنا علي [ ترم صيفي ] , وأبيك تساعدني وتخرجني من حالة الاحباط اللي انا فيها , أنا خلاص أبي أترك الجامعة , ما أبي أدرس ..
سكت أنا وما عرفت اش أقول له وأخذت أفكر وبعدها طلعت جوالي وقلت في نفسي :
يا ولد دامك مشهور وتعرف ناس مشاهير كثار دق على واحد وجيبه وخله يتكي مع أبو لمبة ويحل له مشكلته ...
أخذت أقلب في قائمة الاسماء وأنا أتمتم في نفسي وأبو لمبة يطل إلي مشدوه وفاغر
الشيخ سعود الشريم ؟؟ لا ما اتوقع بينفع لحالة أبو لمبة
رجب طيب اردوغان ؟؟ لا لا ما اتوقع بينفع لحالة أبو لمبة
نيوتن ؟؟ لا خله يقلب وجهه صار ثقيل وما يرد
زيدان ؟؟ لا لا ما ينفع
جاك شيراك ؟؟ هذا باقي ما مسحت اسمه خلاص هذا رئيس قديم ما منه فائدة
بيل غيتس ؟؟ ايه هو ذا هذا اللي ينفع
ثم نظرت إلى أبو لمبة الذي كان مندهش ومو عارف انا وش اقول في نفسي , وقلت له : لقيته
أبو لمبة : مين ؟؟
أنا : اللي بيحل مشكلتك
أبو لمبة : مين , قول بسرعة , لقد اسعدتني بقول هذا ... فما السعادة إلا في قولك يا صاح
أنا : واللي يرحم أمك لا تألف بيت شعر مرة ثانية يا أبو لمبة , لان مالها داعي يجي أبو الطيب المتنبي يقطع فينا ..
أبو لمبة : طيب مين يا أخي ؟؟
أنا : بيل غيتس , لانه مجرب
أبو لمبة : ما فهمت وش مجرب ولكن قدام ...
اتصلت على بيل غيتس واتفقت معه يجي يزورنا...
][ في المطار ][
دحلنا المطار ومع دخولي الباب استمعت إلى العبارة المشهورة :
أعزائنا الركاب نعلن عن تأخر الرحلة لثلاث ساعات قادمة وذلك نظراً لاعطال فنية
لم تكتمل العبارة إلا وبعصا تمر من فوق مسرعا لتصيب السماعة التي كانت بجانبي , ويعقب ذلك صوت رجال كبير في السن :
يا * يا اللي انتم اصلا * لكم يومين تقولو الرحلة بتتأخر 3 ساعات وهي صارت يومين ...
مشيت وأتجهت إلى احد الموظفين لسؤاله عن موعد وصول الرحلة التي تحمل بيل غيتس ...
أنا : لو سمحت ممكن سؤال ؟؟
الموظف : كل تبن
أنا : هاه
أبو لمبة : وش ذا التبن ؟؟ كيف أكله حلوة ولا لا ؟؟ تكفى يا Mr.101 بالله اطلب لي واحد معاك بس خله يزيد شطة ..
نظرت إليه وقلت : أمشي بس لا اعطيك كف
ومر ساعيتن وبعدها وصل بيل غيتس ولكن كان الامر الغريب ان يهنق كالحمار ؟؟ حاولت افسر الامر ولكن هو نفسه لم يعرف ماذا حصل ؟؟ << أحد يعرف
][ بيل غيتس ينصح أبو لمبة ][
بعد أن أفهمت بيل غيتس الموضوع ألقى على أبو لمبة محاضرة كاملة تجاوزت لساعتين << ما أخفيكم سراً اني من الطفش نمت وأبو لمبة كان نايم بعد
ولكننا استيقظنا على أخر جملة لبيل غيتس عندما قال :
‘‘ رسبت في بعض المواد في الجامعه، بينما نجح صديقي في تخطيها صديقي الان هو مهندس في شركة مايكروسوفت فيما أنـا أملك الشركة ‘‘
حينها قفز أبو لمبة قائلا: يعني الحين اذ بارسب اصير مثلك بطران .. يا سلااااااااام
صدم بيل غيتس من العقلية التي يحملها أبو لمبة وخرج غاضباً ..
حينها أنا اضطررت ان أستلم زمام الامور والتحدث مع أبو لمبة ..
أنا : يا أبو لمبة إعادة مادة لا يعني ان الحياة توقفت أو انتهى كل شيء , وقبل هذا كله تذكر هذا قضاء وقدر واحمد ربك على كل حال .. غيرك ما انقبل في الجامعات
الشيء الثاني : اكتب في ورقة ابرز السلبيات اللي جعلتك تعيد بعض المواد , وأكتب أبرز المعوقات وحاول تبحث عن حلول لها ..
أبو لمبة : بس يا أخي ذي سنة تحضيرية يعني تحطيم في تحطيم
أنا : يا أخي لا تقول كذا على السنة التحضيرية لا يشوف موضوعي طالب جديد بيسجل بعدين يسحب على الجامعة
يا أخي بسيطة شد حيلك وثق ان ما احد احسن من احد انت ممكن تحول فشلك هذا إلى نجاح
حينها نظر إلي أبو لمبة قائلاً : يعني ارسب و اصير زي بيل غيتس واصير رئيس شركة وبطران ..
بعد مقولته هذه خرجت انا الاخر غاسل يدي من أبو لمبة