اسباب الغيرة عند الرجل.......
يحب الناس دائما أن يكونوا في المقدمة، فكل يسعى لأن يحصل على النجاح ويتميز عن الآخرين بموهبة أو مال أو سمعة أو هواية ... الخ، ولهذا ينشأ بين الناس التنافس الذي يكون شريفاً عند البعض وغير شريف عند آخرين .
ومن أكبر الإشكاليات التي قد تظهر عند بعض الأزواج هو غيرة الرجل من نجاحات زوجته المتواصلة، هذه النجاحات تشعر الرجل بنوع من النقص الذي يدفعه إلى التعويض عنه بأساليب غير تربوية .
المظاهر:
ومن مظاهر غيرة الرجل هو التهديد المستمر للزوجة بالضرب أو المنع من الخروج من المنزل أو منعها من العمل أو إحراجها في مكان عملها حتى يكسر نجاحاتها، أو إتلاف هذه النجاحات إذا كانت قابلة للتلف كالبحوث والتجارب والإصدارات وشهادات التقدير والجواز وغيرها، وهذا يجعله يشعر بالراحة النفسية .
كذلك من مظاهر الغيرة إهمال المنزل من أجل أن يلقي العبء على الزوجة ويبرهن لها أن نجاحاتها ستؤثر على الأولاد والبيت .
الأسباب:
وترجع أسباب هذه الظاهرة إلى عدم وجود الكفاءة في الزواج، فربما أن الزوجة لها طموحات وأفكار كثيرة في حين أن الزوج لا هم له إلا سفاسف الأمور كمشاهدة التلفاز والرياضة وغيرها .
وقد يكون السبب هو تشويه وسائل الإعلام لضوابط العلاقة بين الرجل وزوجته وترسيخ مبدأ أن المرأة الناجحة في الحياة لا بد أن تكون متكبرة ومتسلطة ولها علاقات مع الآخرين وفاسدة ... وغيرها من الصفات التي تغرسها بعض المسلسلات.
وقد يكون السبب هو غرور الزوجة نفسها وتعاليها لنجاحاتها، وإشعارها لزوجها بالدونية وخاصة عندما تسمع المدح والثناء خارج المنزل ولا ترى هذا الاهتمام بالنجاح من قبل زوجها .
ومن أسبابها كذلك غيرة أهل الزوج كأخواته أو إخوانه من نجاحات هذه الزوجة فيسمعونه كلاما سيئاً عن الزوجة الناجحة فيوغرون صدره عليها .
العلاج:
وأهم علاج لمشكلة الغيرة عند الرجل في وجهة نظري يبدأ عند الاختيار وهي مسألة الكفاءة في الزواج، فهذا مطلب مهم جدا حتى تستقر الحياة الزوجية، فالمرأة صاحبة الطموح والرغبة في النجاح لا بد لها أن تختار من يشاركها في هذا المشوار لا من يثبطها ويمنعها ويكون عائقا لها عن التقدم .
وأما إذا حدث الزواج وظهرت الغيرة فلا بد للمرأة أن تكون حكيمة في التعامل مع الزوج، لأن من حاجات الرجل الأساسية هو الشعور برجولته، فإذا أحسّ أن هناك من ينازعه على هذه الرجولة والقوامة كشَّر عن أنيابه ومخالبه ليثبت قوامته، فعلى الزوجة هنا أن تعطي لهذا الزوج قدره، وأن تشاركه في فرحة النجاح بأن تبين له بأن نجاحها ما كان ليكون بدونه، وأن تستشيره في أمورها ولو كانت تعرف عز المعرفة نتائج الاستشارة ولكن من باب زرع الثقة وإحساس الرجل بقدره ومكانته وقيمة كلمته، وكما ورد (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) .
ثم على الزوجه أن تجرَّ زوجها إلى النجاح والهمة فالعلم بالتعلِّم، وكم من خامل بليد كانت الزوجة سببا في جعله من الأوائل والمميزين وهذا يأتي من التخطيط السليم لغرس حب النجاح في نفسية الزوج .
ثم لتحذر الزوجة الناجحة من الغرور أو الكبر على الزوج وإشعاره بأنه جاهل أو ضعيف فهذا يولِّد الكره والبغض .
ولا تنسَ زيادة رصيد الحب وذلك بحسن المعاملة والعاطفة الجياشة، فكلها تشعر الرجل بأن زوجته رغم نجاحها لا زالت تحبه ومتعلقة به ولا تفكر في غيره
تحياتي